حياكم الله
بحث
ِArabic
كافة التصنيفات
    القائمة Close
    العودة للكل

    تاريخ الفن الاسلامي في العصر المملوكي

    الفن الاسلامي في العصر المملوكي

    في عصر المماليك، تألقت الحضارة الإسلامية برونق فني استثنائي، حيث ازدهر الفن الإسلامي بأناقة وتنوع. تمتد فترة المماليك من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر، وكانت هذه الفترة ذاهبة إلى جانب العديد من التحولات الاقتصادية والثقافية. للمزيد حول الفن الاسلامي في العصر المملوكي وتاريخه ومراحل تطوره، تابع القراءة.

    تاريخ الفن الاسلامي في العصر المملوكي

    تميز الفن الإسلامي في العصر المملوكي بدمج العناصر الفنية والزخارف الهندسية بأسلوب فريد، ما أعطى للفنون الإسلامية طابعًا خاصًا. ازدهرت الفسيفساء والزجاج الملون، وتأثرت بالتقاليد الفنية الإسلامية السابقة وأخذت تطوراً خاصاً تجسد في العمارة والزخرفة الداخلية للمساجد والقصور. تجلى في هذا العصر اهتمام كبير بالتفاصيل الدقيقة والزخارف الهندسية الفريدة، مما أضفى على الفن الاسلامي في العصر المملوكي إرثًا جماليًا لا يزال يلهم ويدهش اليوم، يعكس تطور الحضارة الإسلامية في هذه الفترة الزمنية، وهذا ما سنتناقشة في المقالة.

    الفنون في عصر المماليك الجراكسة والبرجية

    ترك عصر المماليك الجراكسة والبرجية تراثًا ثقافيًا هائلًا من الفن الإسلامي. يتمثل هذا التراث في تحف متنوعة من صناعات مختلفة مثل الخزف والمعادن والزجاج والحجر والخشب والنسيج والسجاد. في صناعة الخزف بشكل خاص، ظهرت تقنية تغطية الرسوم بطبقة صقلية، وشهدت دمشق والقاهرة إنتاجًا وافرًا لهذه التحف. بعضها كان يستخدم في الحياة اليومية، في حين كان البعض الآخر هدايا نفيسة تهدي من قبل السلاطين والأمراء المماليك.

    الأواني الخزفية

    يعتبر الخزف العربي من الفنون التقليدية المشهورة في العالم الإسلامي، وله تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين. يتميز الخزف العربي بتفاصيله الجميلة والدقيقة والتصاميم الفريدة التي تعكس تراث الثقافة العربية.

    تعتبر التحف الخزفية بشكل الجرار أو البراميل والأباريق والصحون من بين أجمل القطع التي تم العثور عليها في متحف الكويت - دار الآثار الإسلامية. ومن بين هذه الأواني، تتميز الجرة المحفوظة التي صُنعت في دمشق وعليها كتابة تبين أنها من صنع يوسف بدمشق وتحمل رسم أسد الإسكندري.

    رسوم الخزف العربي تتكون من تشكيلات رقشية هندسية أو نباتية، ورسوم حيوانية أو شعارات. كما يستخدم البريق المعدني في تلوين الرسوم، وكان لأول مرة يظهر في مدينة الرقة السورية. تتم صناعة هذه الأواني على دواليب أو باستخدام القوالب، وغالبًا ما تكون الرسوم متأثرة بالفن الصيني.

    بعض الأواني الخزفية تحمل أسماء صانعيها مثل الحبيبي والشامي والمصري والهرمزي، ومن بينهم الفنان التيروزي وأبناؤه. يمكننا مشاهدة إبداعاتهم في الألواح الخزفية الرائعة التي تزين جدران جامع التيروزي والحمام في دمشق. كانت صناعة بلاط الخزف هذه مزدهرة في القاهرة ابتداءً من عام 733 هـ (1333 م).

    يعد الخزف العربي جزءًا هامًا من التراث الثقافي والفني للعالم الإسلامي. إنه يعكس قدرة الفنانين العرب ومهارتهم في صناعة الأواني ذات الجمال الفريد. تستحق هذه الأعمال الفنية الرائعة الإعجاب والتقدير.

    صناعة الزجاج

    صناعة الزجاج المطلي بالمينا كانت تعتبر إنجازًا كبيرًا للصناعيين الدمشقيين. كانت هذه الصناعة تعتمد على تقنيات سرية ومعرفة خاصة تنتقل عبر الأجيال، ولم يتمكن العمال خارج دمشق من كشف هذه التقنيات. كانت هذه الصناعة مرغوبة جدًا وكانت تلبي طلبات السلاطين والقادة الكبار.

    وإلى جانب صناعة الزجاج المطلي بالمينا، كانت هناك صناعة أخرى خفيفة تلبي احتياجات الناس العاديين في دمشق ومصر. كان هذا الزجاج شفافًا أو ملونًا بألوان مثل الأزرق والأخضر والبني والأرجواني. وزخرفت قطع الزجاج بالكثير من الزخارف والتحزيزات الملونة.

    قدم الصناعيون الدمشقيون تصاميم متنوعة للأكواب والأقداح والقوارير والكؤوس الكبيرة والمشاكي (مصابيح المساجد). كانت هذه القطع تستخدم للزينة والاحتفالات. ولا تزال نماذج مثالية من هذه القطع موجودة في المتحف الإسلامي في القاهرة والمتحف الوطني في دمشق.

    تعتبر صناعة الزجاج في دمشق إرثًا تاريخيًا قيمًا، حيث كانت تمثل تقنيات ومهارات فنية مبدعة. وما زالت تلك الإبداعات محل اهتمام وإعجاب الناس حتى اليوم.

    الصناعات المعدنية

    في هذا العصر الحديث، شهدت صناعة المعدن تطورًا كبيرًا في التصميم والتقنيات. ظهرت العديد من الأواني المعدنية التي تتميز بالزخارف الجميلة والتشكيلات الراقية. كانت هذه الأواني غالبًا ما تُستخدم كهدايا فاخرة لأنها تعبر عن الثراء والرفاهية.

    تتميز الأواني المعدنية بتصميمات مذهلة مستوحاة من الطبيعة، حيث يتم نقش صور الطيور والحيوانات الخرافية والحقيقية عليها. وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن بعض الأواني النقوش الخطية بأسلوبي الخط الكوفي والنسخي.

    تعتمد عملية الصناعة على الهندسة كأساس للتخطيط وتقسيم سطح الأواني المنقوشة. يتم صنع هذه الأواني من مجموعة متنوعة من المعادن مثل النحاس والبرونز والحديد، وقد يتم طلاؤها بالذهب لإضفاء اللمعان والفخامة. وتحمل بعض هذه الأواني توقيعات الحرفيين الماهرين مثل محمد بن سنقر ومحمد بن الزين وأحمد بن علي البغدادي.

    علاوة على ذلك، قد تحمل بعض القطع الشعارات النبالة (الرنك) للسلاطين، وتكون ذات أهمية خاصة للسلطان ناصر الدين محمد. في عهده، ازدهرت صناعة المشغولات المعدنية في دمشق بإشراف أمير المدينة، تنكز.

    إن تطور صناعة المعادن والتجميل في هذا العصر يعكس تقدم المجتمع ورغبته في التعبير عن الفن والأناقة والثقافة من خلال الأعمال المعدنية الراقية. كانت هذه الأواني تعكس تاريخًا ثقافيًا مهمًا وتعتبر مشروعات فنية رائعة تُعرض بكل فخر في المتاحف والمعارض الفنية.

    صناعة الأنسجة

    في هذا العصر، ظهرت صناعة الأنسجة والبسط والسجاجيد بشكل واضح. ومن بينها، برزت صناعة السجاد الدمشقي الذي تميز في هذا الوقت بأسلوبه المتميز في الحبك وتنوع الألوان وجمال زخارفه. يمكن رؤية نماذج من هذه السجاجيد في متحف الميتروبوليتان في نيويورك وأيضًا في متحف فيينا.

    تطورت صناعة السجاد الدمشقي لتصبح فنًا راقيًا ومرغوبًا في جميع أنحاء العالم. وقد تميزت هذه السجاجيد بجودة عالية وأناقة خاصة. تعكس تقنيات الحبك الدقيقة والتفاصيل الجميلة في تصميماتها الثقافة والفن الدمشقي الأصيل.

    من المثير للاهتمام أن يكون للسجاد الدمشقي حضورًا في متاحف بارزة مثل المتحف المتروبوليتان في نيويورك ومتحف فيينا. وتعد هذه النماذج بمثابة إرث ثقافي حي مميز يعكس روعة صناعة السجاد الدمشقي وتاريخه العريق.

    المخطوطات المذهبة

    في هذا العصر، شهدت المخطوطات المذهبة تطورًا كبيرًا وظهرت روائع فنية لا تُضاهى. تتميز المخطوطات المصاحف الشريفة التي تعود لهذا العصر بأناقة وجمال تصميمها، حيث تم استخدام الزخارف والرسوم المذهبة لتزيين صفحاتها.

    وتتميز هذه المصاحف الشريفة بخطوطها الثلثية المحققة والنسخية، والتي تعتبر من أبرز الأساليب الخطية في العصور الوسطى. تمتاز هذه الخطوط بجمالها وانسيابيتها، وكانت تدعم جمال التصميم العام للمصحف.

    من الأمثلة البارزة لهذه المخطوطات، تلك المحفوظة في متحف شستر بيتي في دبلن ودار الكتب في القاهرة. تحتوي هذه المجموعات على مصاحف شريفة تعود إلى فترة هذا العصر، وتعد روائع على صعيد التصميم والفنون المستخدمة فيها.

    إن هذه المخطوطات المذهبة التي تعود لهذا العصر تمثل إرثًا ثقافيًا هامًا، حيث تجسد تطور الفن الإسلامي في فنون الخط والتصميم. إن الروائع المحتفظ بها في مختلف المتاحف حول العالم تثبت قدرة الحضارة الإسلامية على إبداع فني رفيع المستوى في هذا العصر.

    بذلك وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن الفن الاسلامي في العصر المملوكي وتاريخه ومراحل تطوره.

     

    التعليقات
    اترك تعليقاَ اغلاق