حياكم الله
بحث
ِArabic
كافة التصنيفات
    القائمة Close

    قلوب تحترق

    اسم المؤلف : هذباء علي الغويلي - نوع التجليد : غلاف وسط - عدد الصفحات : 168 صفحة - سنة النشر : 2018 م .
    SKU وحدة (رقم) التخزين للمنتج: 9786140125681
    45.00 ر.س.‏ شامل الضريبة
    لايتضمن الشحن
    i h

     

    في روايتها «قلوب تحترق» ترتاد هذباء علي الغويلي مجاهل المجتمع التونسي عبر ‏الاستنطاق المتعدد المنظور لواقع (سياسي – اجتماعي) تداخلت فيه القيم والسلوكيات ‏والمواقف، وانكسرت الأحلام الفردية والجماعية، وضُيق هامش الفكر والحرية، الشيء الذي ‏أفرز لدى الكاتبة حيثاً للتعبير ولاسترسال التخييل الروائي في تمثيل أوجاع المجتمع ‏التونسي قبل وأثناء وبعد الثورة والتقاط مفارقاته، وتصوير أشكال الصراع داخله (سلطة/ ‏مواطن) و(ذكورة/ أنوثة) ومن ثم محاولة فهم مسارات تحول الوعي الفردي والجماعي ‏باتجاه التغيير.‏‎‎في تظهير الحكاية تبدو البطولة في هذا العمل جماعية والهموم مشتركة بين جميع ‏الشخصيات، أما ما يفرِّق بين هذه الشخصيات فهو أن منها هموم أنثوية، كـحالة "زينب" ‏حيث أضاءت السرود المتعددة على زمن الطفولة الأنثوية المعذبة داخل بنية الأسرة ‏والمجتمع، وبذلك تشكلت صورة المرأة هنا من خلال القهر النفسي الناتج عن الطفولة ‏المعذبة "هيا أيّتها القطّة الشرسة، تحمّلي بعض الألم حتى تعيشي مرفوعة الرأس بقية ‏حياتك، فهذا الزّمن رحم مشوّهة لا تدفع إلاّ بالأنذال، أمّا الرجال فقد عزّ وجُودهم". لم ‏تستطع زينب الطفلة حماية نفسها من انتهاك شرّعه مجتمع ذكوريّ محض يسود المجتمع ‏ويقوده.. وعندما كبرت لم يكن همها سوى إنهاء دراستها الجامعية في كلية الصيدلة ‏والعلوم الكيميائية، فالشهادة ستؤمن لها عيشاً كريماً. أما قلبها فلم يعرف شيئاً اسمه حبّ ‏وعشق، لم تمنحه فرصة إلا في النهاية... أما صديقتها "فردوس" يتيمة الأم ومحرومة ‏الأب فعاشت قصّة حبّ استنزفت منها كل ما تملك من مشاعر، فأوصدت أبواب قلبها ‏وألقت بالمفتاح في عالم النسيان. وقررت أن تعيش الحياة كما هي سواء "كان في كفّها ‏الغار أم في كفّها العدم". انضمّت إلى منتدى الشعر في الجامعة، وذاع صيتها، حتى لُقبت ‏بآلهة الشعر حتى جاء ذلك اليوم الذي تلقت فيه رسالة من "عاشق الموت" ولم تكن تدري ‏أنّ بقراءتها لتلك الرسالة قد شرعت في كتابة أول سطر في قصّة حب هي بطلتها، والقلب ‏مسرحها...‏‎‎في إضاءة على الشخصيات تبرز أيضاً قصة "صالحة"، أم زينب، التي كان لها مع الحب ‏موعداً أول ومع السجن والاغتصاب والقهر موعداً ثانٍ، بمجرد أنها ذهبت للسؤال عن ‏زوجها إبراهيم المعارض للسلطة، والذي تعرض لظروف اعتقال سياسي قاسية، أقلها ‏الإهانة والتعذيب والألم الروحي والجسدي لدى الكائن المعتقل.. أما "مريم" جارة صالحة ‏فهي أمّ لأربعة أطفال ومتزوجة من عامل بالخارج، لا يعود إلا لماماً.. تجاهلت أنوثتها على ‏اعتبار أن "المرأة إذا تزوجت وأنجبت ماتت أنوثتها ووئدت رغبتها بين مقابر نواميس ‏العشائر والعروش". كان زوجها قاسياً وجاهلاً لأبسط حقوقها، فوجد "العنكبوت" فيها فريسته ‏وتحقيق رغبته وأحست هي معه بالأمان والحبّ، فتمنى الإثنان أنهم لو التقوا في غير هذه ‏الظروف. وهنا تعالج الروائية موضوع هجرة الزوج للعمل في الخارج وأثره على الأسرة وعلى ‏مشاعر المرأة. فنجحت في الدخول إلى العالم الداخلي للمرأة، وكشف خباياه، وتحسس ما ‏يعتمل فيه، من مشاعر وأحاسيس، ثم الكشف عن مواطن الخلل في العلاقات الزوجية... ‏ويستمر السرد ليحمل معه هموماً أخلاقية وسياسية وفكرية، فيتمخض عنه وعياً شعبياً ‏يتمظهر روائياً وتتحول معه الشخصيات إلى الثورة على الأوضاع السائدة ولتطغى في ‏النهاية أصوات الحرية على أصوات الطاغوت...‏