الرواية تقدم لنا تاريخ حياة إنسان عبر تلمس صادق وأمين لمكان يجمع المسلمون بل والعرب على تقديسه والنظر إليه كحرم مقدس، هو المدينة المنورة. النغمة المائزة في هذه الرواية صدقها وتمكنها من التوغل في مسارب النفس البشرية المعقدة، فتقدمها لنا بدون تزييف أو تجميل أو محاولة إخفاء ما تتعرض له تلك الشخصية من ملابسات ومنحنيات وعثرات، تلوح من بعيد كنقائص بشرية لا يمكن تخيل الحياة بدونها؛ فهي لصيقة تلك النفس الأمارة بالسوء. واللافت للإنتباه في الرواية هي نبرة الحكي التي تتصاعد رويداً رويدا، حتى تتورط في تفصيلاتها الشيقة فإذا أنت داخل دائرة القنص السردي محملاً بالدهشة وببراءة الأيام العتيقة الفواحة بعطر الأحباب أينما ولّوا وجوههم .